فاز السوداني أبو بكر كاكي بالميدالية الفضية في سباق 800 متر ضمن النسخة الثالثة عشرة من بطولة العالم لألعاب القوى المقامة حالياً في مدينة دايغو الكورية الجنوبية حتى الأحد المقبل.
وقطع كاكي مسافة السباق بزمن 1.44.41 دقيقة خلف الكيني ديفيد روديشا صاحب الرقم القياسي العالمي والذي نال الذهبية بزمن 1.43.91 دقيقة، فيما عادت البرونزية إلى الروسي يوري بورزاكوفسكي بزمن 1.44.49 دقيقة.
وضرب كاكي عصفورين بحجر واحد فهو منح بلاده ميداليتها الأولى في تاريخ البطولة، وعوض فشله في الدور نصف النهائي للنسخة الأخيرة في برلين عندما تعثر ولم يكمل السباق.
وفك كاكي النحس الذي لازم العدائين والعداءات العرب في الأيام الثلاثة الأولى من البطولة حيث حققوا نتائج مخيبة لا ترقى إلى مستوى الطموحات والتطلعات المعقودة عليهم.
وكان كاكي العداء الوحيد الذي تمكن من حجز بطاقته إلى الدور النهائي بين خمسة عدائين عرب خاضوا تصفيات هذا السباق، حيث خرج الجزائري محفوظ براهمي والكويتي محمد العازمي من دور الأربعة والمغربي محسن الأمين والسوداني إسماعيل أحمد إسماعيل من الدور الأول.
وحقق العرب حتى الآن نتائج مخيبة في الأدوار النهائية لا ترقى إلى مستوى الطموحات والتطلعات المعقودة عليهم بعد ثلاثة أيام من المنافسات، حيث حل التونسيان حسنين السباعي والهادي التراوي في المركزين 26 و34 في سباق 20 كيلومتر مشياً، والجزائري العربي بورعدة عاشراً في مسابقة العشارية، وانسحب البحريني علي حسن محبوب من سباق 10 آلاف متر.
وحقق كاكي نتائج لافتة هذا الموسم وأحرز المركز الأول في لقاءي يوجين وبرمنغهام ضمن الدوري الماسي، وحل ثانياً في لقاء لندن ضمن الدوري ذاته، كما أن أداءه في التصفيات كان جيداً خصوصاً في الدور الأول عندما تصدر المجموعة الثالثة بزمن 1.44.83 دقيقة، قبل أن يعاني الأمرين في الدور نصف النهائي بعد سباق انتحاري حيث تأهل باعتباره أحد أفضل عداءين حققا أسرع توقيت في التصفيات.
لكن كاكي خاض اليوم سباقاً رائعاً بحذر كبير، حيث صمد وراء روديشا الذي أخذ المبادرة منذ البداية حتى خط النهاية، فيما قاوم كاكي في الأمتار الأخيرة ونجح في خطف المركز الثاني بفضل السرعة النهائية أمام الروسي بورزانوفسكي بطل أولمبياد أثينا عام 2004.
وقال كاكي حامل الثنائية (800 م و1500 م) في دورة الألعاب العربية عام 2007 في مصر في تصريح لوكالة فرانس برس: "لا أجد الكلمات للتعبير عن فرحتي، إنه إنجاز رائع لطالما تمنيت تحقيقه"، مضيفاً: "ركزت منذ البداية وعملت على تفادي ارتكاب أي خطأ لأنه لا مجال للتعويض وسط كوكبة من أفضل العدائين في هذا الاختصاص".
وتابع كاكي المتوج باللقب العالمي في فئة الشباب عام 2008 في بولندا: "أنا فخور بإنجازي الذي ساهمت من خلاله في كتابة اسم السودان في جدول الميداليات في بطولة العالم".
وختم "أتمنى أن يكون تتويجي فاتحة خير على باقي العدائين والعداءات العرب لحصد المزيد من الميداليات في البطولة العالمية".
في المقابل وكما كان متوقعا نجح روديشا (22 عاماً) حامل الرقم القياسي العالمي في الظفر باللقب العالمي ماحياً بدوره كابوس مونديال برلين 2009 عندما خرج من الدور نصف النهائي بسبب قلة الخبرة وأحوال الطقس السيئة.
ويعتبر شرق آسيا فأل خير على روديشا كونه ظفر بلقبه العالمي الأول في فئة الشباب عام 2006 في بكين.
ومنذ فشله في برلين، حصد روديشا النتائج الجيدة تلو الأخرى، ولم يخسر أي سباق حتى الآن وحطم الرقم القياسي العالمي للسباق مرتين الاولى الصيف الماضي على حلبة الملعب الأولمبي في العاصمة الألمانية برلين وهو الملعب ذاته الذي فشل فيه قبل عام في بطولة العالم حيث سجل 1.41.09 دقيقة في الدوري الماسي ماحياً رقم كيبكيتير (1.41.11 د)، والثانية بعد أسبوع واحد في لقاء رييتي في ايطاليا عندما سجل 1.41.01 دقيقة ثم اختير في نهاية الموسم أفضل رياضي في العالم من قبل الاتحاد الدولي لألعاب القوى ليصبح أول وأصغر عداء كيني ينال الجائزة المرموقة.
تعرض روديشا لإصابة في الكاحل أواخر الموسم الماضي لكنه تعافى وعاد إلى التدريبات في وقت مبكر من العام الحالي في سعيه إلى تحقيق حلمه بالتتويج العالمي في بطولة العالم في دايغو.