المخدرات أنواع من مشتقات الأفيون ( المورفين والهروين ) إلى المنشطات كالأمفيتامين والكوكايين وبعض الأعشاب المهدئة كالحشيش أو الماريجوانا ..الخ ..
ولكنها كلها تؤثر بالنتيجة على الجهاز العصبي وبشكل خاص على الدماغ .
وتأثيرها ليس فقط عند تعاطيها حيث يمكن أن تؤدي إلى تصرفات غير واعية بل أنها أيضا تؤثر على الجهاز العصبي على المدى البعيد وقد تحدث أضرارا لا رجوع عنها كأمراض الصرع السكتة الدماغية والتهابات الجهاز العصبي والحركات غير الطبيعية ونقص في القدرات العقلية .
فنوبات الصرع شائعة بين مستعملي الكوكايين والأمفيتامين والمواد المنشطة الأخرى أما السكتة الدماغية وبشكل خاص الجلطة فقد تنتج عن عدة عوامل عند مستعملي المخدرات فبعض هذه المواد كالكوكايين والأمفيتامين تحدث تقلصا حادا في شرايين الدماغ .
المورفين والهروين تؤدي إلى التهابات في صماما ت القلب مما ينتج عنه جلطات في الأوعية الدموية بما فيها أوعية الدماغ وهذا الناتج عن استعمال الإبر غير المعقمة لحقن المخدرات في الوريد ولنفس السبب قد يؤدي استعمال المخدرات إلى التهابات وبائية عديدة في الجهاز العصبي منها مرض الكزاز والإيدز والتهاب السحايا .
وقد يحدث عند مستعملي المخدرات حركات غير طبيعية كالرعشة وبعض الحركات أللا إرادية وخاصة عند مستعملي الكوكايين والأمفيتامين وقد أدى استعمال مادة ال mptp إلى ظهور عوارض مشابهة لمرض باركنسون .
وأخيرا تبين أن المخدرات تؤثر على قدرات الإنسان العقلية وحتى المخدرات التي تعتبر أقل خطورة كالحشيشة أو الماريجوانا تؤدي إلى ظهور نوع من الخرف المبكر .
تأثير المخدرات على العيون
إن جميع أنواع المخدرات تؤثر على العين
الأدوية المنبهة :
قد يستخدمها سائقي الشاحنات والطلاب في فترة الامتحانات لمقاومة النوم والسهر لفترات طويلة مما يؤدي إلى إرهاق عام للجسم ويؤدي إلى آثار جانبية كبيرة على العين منها :
تأثير على قوة الإبصار
رؤية الأشياء بأشكال وألوان مختلفة
توسع في بؤرة العين مما يؤدي إلى عدم التحكم في رؤية الأشياء وصعوبة القراءة
احتمال حدوث ماء أزرق عند الأشخاص المهيئين لذلك
تغير في عدسة العين يؤدي إلى الإصابة بالماء الأبيض ( الساد )
الأدوية المنومة :
تستخدم هذه الأدوية لعلاج حالات الأرق واضطراب النوم ، ونظرا لكثرة الأعراض الجانبية التي تصاحب الاستخدام السيئ لهذه الأدوية فقد حد من استخدامها .
ومن أهم هذه الأعراض على العين :
هبوط الجفن العلوي
تكون ماء ابيض مضاعف
فقد الإبصار
ضمور العصب البصري بسبب الالتهابات المزمنة .
ويلاحظ أن الكثير من هذه الأعراض تختفي بعد توقف العلاج أو التقليل من الجرعات .
الأدوية المهدئة :
تستخدم هذه الأدوية لعلاج الكثير من الحالات مثل حالات القلق واضطرابات النوم وفي حالات الاضطرابات العقلية والشخصية .
تؤدي هذه الأدوية إلى العديد من التغيرات في العين مثل :
حركة لا إرادية في العين .
زغللة بالعين مع هلوسة بصرية .
ازدواجية في الرؤية .
عدم القدرة على القراءة عن قرب وعدم تميز الألوان .
هبوط في الجفن .
ماء ابيض ( ساد ) .
تجمع مائي على القرنين .
ترسبات صبغية في الملتحمة والعدسة الشبكية .
ارتشاح ماء في الشبكية والعصب البصري .
نزيف في الشبكية .
فقد الإبصار .
الأدوية المسكنة :
تستخدم هذه الأدوية كمسكن للآلام البسيطة والشديدة وهي شائع استخدامها ولكن لها العديد من الأضرار على العين ومن هذه الأضرار :
تحسس في ملحمة العين .
قصر النظر
صعوبة في رؤية الأشياء البعيدة
زغللة في العين مع شذوذ في تمييز الأشكال والألوان
ارتشاح في شبكة العين مع نزيف
ارتشاح في العصب البصري
نزيف تحت الملحمة
ضيق في حدقة العين
ازدواجية في الرؤية .
إن الضرر الناتج عن تعاطي المخدرات بجميع أنواعها لا يقتصر على الضرر الديني والاجتماعي فحسب بل يشمل العديد من المشاكل النفسية والصحية التي تؤدي بمتعاطي المخدرات إلى الهلاك لا محالة . الجهاز التنفسي كغيره من أجهزة الجسم الأخرى يتأثر من استخدام المخدر باختلاف أنواعه . وسيتم استعراض تأثير المخدرات على الجهاز التنفسي .
الهيروين :
ويكثر استخدامه على شكل حقن وريدية . الاحتقان الرئوي الغير قلبي يعتبر أهم المشاكل التي تصيب الجهاز التنفسي وهو ناتج عن تأثير مادة الهيروين السام على الرئتين . مثل هذه المشكلة تحصل أحيانا عند أول استخدام وتزداد احتمالاتها مع ازدياد كمية المخدر . الاحتقان الرئوي يحدث بعد عدة دقائق من تعاطي الحقنة وقد يتأخر حتى عدة أيام وتأثيره يكون بحدوث نقص حاد في أكسجين الدم يتطور في بعض الحالات إلى فشل تنفسي يستدعي استخدام أجهزة التنفس المساعدة في العناية المركزة .
المشاكل الأخرى الناتجة عن تعاطي الهيروين تشمل التهابات الصدر الناتجة عن استنشاق محتويات المعدة أو بسبب نقص المناعة .وبسبب مستوى النظافة المتدني عند استخدام حقن الهيروين ،فإن البكتيريا الموجودة على الجلد تنتقل إلى أجزاء الجسم المختلفة ومنها الرئتين مسببة جلطات بكتيرية متعددة . من الآثار الأخرى حدوث نزيف رئوي أو تكيس رئوي .
الكوكايين :
تأثيرات الكوكايين على الرئتين عديدة وتشمل الاحتقان الرئوي الغير قلبي المصحوب بالتهابات رئوية كما سبق ذكره في مادة الهيروين . وكذلك النزيف الرئوي وتليف الرئتين .
الحشيش :
تدخين الحشيش له مضار عديدة على الرئتين تماثل بل وتزيد عن التدخين السجائر .
وهذه التأثيرات تشمل التهاب الشعب الهوائية المزمن وازدياد احتمالية الالتهابات الرئوية والأورام الخبيثة .
تأثير البودرة على الرئتين :
الكثير من أنواع المخدرات تخلط ببودرة التلك . هذه المادة تترسب في أنسجة الرئة وتؤدي إلى التهاب مزمن وتليف في الرئتين. الدراسات التشريحية أثبتت أنها تحدث عند قرابة 80 % من الحالات .
عند الاستمرار على تعاطي المخدر تتطور هذه الحالات إلى ارتفاع مزمن في ضغط الشرايين الرئوية وهبوط في الجهة اليمنى من القلب يظهر على شكل ضيق في التنفس ونقص في الأكسجين .
المخدرات وعلاقتها مع مرض نقص المناعة المكتسب ( الإيدز ) :
الحقن الملوثة التي يستخدمها مدمني المخدرات تعتبر الوسيلة الرئيسية لنقل فيروس الإيدز .وحالات الإيدز المتقدمة يصحبها العديد من أمراض الرئة وأهمها ازدياد احتمالية الالتهابات البكتيرية والطفيلية والأورام الخبيثة وتكييس الرئتين والاستسقاء الهوائي الرئوي .
ويجدر بالذكر أن أغلب هذه التغيرات في الجهاز التنفسي تكون دائمة والتقليل منها يستجيب للعلاج الطبي . لذلك فالإبعاد عن المخدرات ومحاربتها أسلم طريق للتخلص من ضررها الديني والاجتماعي والصحي والنفسي .
قال الله تعالى ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) .
تأثير المخدرات على القلب والدورة الدموية
يقوم القلب بضخ الدم إلى جميع أعضاء الجسم عبر أنابيب متفرعة تسمى بالأوعية الدموية ، وبهذه الطريقة تصل المواد الضرورية للحياة كالماء والغذاء والأكسجين إلى كل خلية من خلايا الجسم ، وفي الوقت نفسه يتخلص الجسم من المواد الضارة الناتجة عن عملية التحول الغذائي في الخلايا ،وعندما يصاب القلب بمرض فإن وظيفته الأساسية تتعطل مما يؤدي إلى اعتلال جميع أعضاء الجسم