كلنا نبحث عن السعادة ,, والراحة ,, والحياة ,, .
أين توجد المتعة ؟ وأين تكمن السعادة ؟ وكيف نعيش الحياة ؟
الجواب وباختصار.. إنها توجد في الإيمان بالله وحده فأهل الإيمان هم أهل الحياة الحقة عاشوا في ظلال الإيمان فأحسوا براحة عجيبة .. عاشوا في كنف الإيمان فأحسوا بانشراح في صدورهم .. وسعادة في قلوبهم .. فهم أرباب السعادة .. وربـّان الراحة .. المستقيمة أفئدتهم .. المطمئنة قلوبهم ..
{الذينَ آمَنُوا وَتطْمَئِنّ قـُلـُوبُهُم بِذكْرِ اللهِ ألاَ بـِذكْرِ اللهِ تـَطْمَئِنّ القـُلـُوبُ }
لقد جرب الناس حياة الإعراض عن الله .. حياة ترك الصلاة .. حياة الزنا .. حياة الخمور.. حياة المسكرات .. حياة الفجور فماذا كانت النتيجة ؟؟ تجد في ألسنتهم التضجر, وفي وجوههم الشقاء , وفي حياتهم السآمة ..
وجرب آخرون حياة القرب من الله .. حياة الصلاة والدعاء , حياة الذكر والرجاء , فتجد ألسنتهم شاكرة وتجد أفئدتهم صابرة , وتجد قلوبهم منيرة , وحياتهم كريمة , يعيشون الحياة بلذتها الحقيقية , وراحتها الأبدية .
ولنتأمل في حياة رجل واحد كانت حياته كفافا لم يعرف الدور الفارهة ولا القصور الفاخرة .. لم يعرف لذة المناكح ولا متعة الأبناء لأنه لم يتزوج أصلا ً ..
هذا الرجل هو شيخ الإسلام ( ابن تيمية ) ـ رحمه الله ـ هو لم يعرف شيئا من لذات الدنيا لكنه عرف كيف يسعد في هذه الحياة يوم إن عاش في كنف الإيمان بالله وحده .
يقول أبن القيم ـ رحمه الله ـ سمعت شيخ الإسلام أبن تيمية يقول :
( إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة ).
نعم إنها الدنيا بكل همومها وكل غمومها وبكل مافيها من نكد وتعاسة وبكل مافيها من ضيق صدروهم فيها جنة .. إنها الجنة حينما يعيش الإنسان في كنف الإيمان بالله عز وجل .
يدخل في محبسه في سجن القلعة في دمشق ثم يقول :
( والله لو بذلت ملء القلعة ذهبا ماعدل عندي شكر هذه النعمة ).
أي نعمة ياشيخ الإسلام ؟
قال : ( حينما أخلو بربي عز وجل .. حينما أعيش في كنف الإيمان ).
فلما أوصدت دونه الأبواب قال : ( فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ) .
انشراح وسعادة عاشها شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ لماذا ؟
لأن الإيمان يعمر فؤاده , ويملأ قلبه .. ولذة المؤمن في الخلوة بعبادة الله عز وجل .
شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ هو من قال :
( مايصنع أعدائي بي أنا جنتي وبستاني في صدري أينما أذهب فهي معي إن قتلي شهادة وإخراجي من بلدي سياحة وسجني خلوة بالله عز وجل ).
قال أبن القيم ـ رحمه الله ـ : ( ومع ما كان فيه شيخ الإسلام من ضيق ذات اليد والحبس والإرهاق وهو مع هذا كله من أطيب الناس عيشا, وأشرحهم صدرا , وأقواهم قلبا , وأسرّهم نفسا ).
تلوح نظرة النعيم على وجهه ـ رحمه الله ـ سبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه وفتح لهم أبوابها في دار العمل فأتاهم من روحها ونسيمها , وطيبها ماتلذذ به أهلها .
وصدق ربنا عز وجل إذ يقول { فـَمَن يُرِدِ اللهُ أن يَهْديَهُ يَشْـرَحْ صَدْرَهُ لِلإسْلامِ وَمَن يـُرِدْ أنْ يُضِلـّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيّقا ًحَرَجا ً كـَأنـّمَا يَصـّعّدُ فِي السّمَاءِ }...