(على) بن فلان ..
اهذا اسمي ..!
نعم .. انّه انا ..
انّه دورى انا ..
لأذوقنّ النار الآن ..
لأحترقنّ الآن ..
( بكــاء )
امـــى ..
اين انتي يا امــي ..
النجده يا امــي ,,
( نحيــب )
ابــى .. اخوتــى ..
اصحابى .. يا اصحابى ..
يا احبابي ..
اين انتم الآن ..
اين انتم الآآآآآآآآآن ..!
( صراخ ..! )
و هاهو يقدم على ربّه ..
هاهو يسير الى ربّه ..
مطأطيء الرأس .. حيــران ..!
هاهو ..
يسيــــر ..!
.................................................. ...............................................
اليوم : مازلنا الأربعاء
يسير وحده فى الشوارع ..
مطأطئا برأسه ناظرا الى الأرض .. و هو يضع يديه في جيبه ..
لقد قرر ان يمشي بمفرده قليلا اليوم .. قبل الذهاب الى العمل ..
مالى ..؟ ماذا جرى لي ..؟
ما هذا الضيق ..؟ هذا الهم و الغم ..؟
لقد اصبحت لا اطاق ..
حتّى انا لا احتملني ..!
هل هكذا تكون الحياه ..
لو انّها كذلك .. هى اذن بلا حياه ..!
اوووه .. لقد تأخرت عن العمــل .. من الأفضل ان اسرع ..
( يصل (على) الى عمله و يدخل على اصدقائه .. و .. )
على : صباح الخير ..
شهاب ( بسرعه ) : صباح الخير .. كنت فين يا بني ..؟ عدّينا عليك في البيت قالولنا نزل ..!
على : كنت بتمشّى شويه ..
شهاب : بتتمشّى ..! على الصبح كده .. !
على : انت مش هاتبطّل كلام و لاّ ايه ..! تعالى عايزك شويه ..
جلال : استغفر الله العظيم .. عايزه في ايه يا (على) .. يا جماعه اتّقوا الله و بطّلوا الأرف اللى بتعملوه ده ..
شهاب : ما ترحمنا بقى يا جلجل و خلّيك حلو ..!
جلال : انا كده بارحمك .. يابني انت و هو فكّروا شويه ..
ينظر اليه (على) بكراهيه واضحه ..
لا يريد ان يسمع اي كلام الآن ..
غير مستعد لأى عظه مهما كانت ..
ران على قلبه .. و احتبست نفسه .. و ضاق صدره .. و اسودّت روحه ..
و اى كلمه قد تشعل فتيله ..
لايزال يعتقد فى ذلك الخطأ البشري الأزلى ..!
الخطأ المصيبه ..!
الخطأ الذى بدونه لا تكتمل دائره العذاب ..!
الخطأ الذى لولاه .. ما كان هناك حساب .. و لا عقاب ..
يعتقد انّه لراحه نفسه .. يجب اتّباعها ..!
لا يعلم انها عمياء ..!
يظن في موافقه نفسه هواها ..
بذا تكون السعاده ..
بذا تكون الراحه ..!
حسنا ..
كم مرّه وافقهاوارتاح ..!!!!
و لكنّه لا يسمعنا .. فليفعل اذن ما هو فاعله ..!
على ( بضيق ) : خليك معايا يا (شهاب) .. تقدر تسيب الشغل النهارده ..!!
شهاب : ايه ده ايه ده .. باين عليك هاتبهدل الدنيا النهارده .....
على : هتيجي معايا و لاّ لأ ..
شهاب : جاى طعا .. يالا بينا يا اسامه ...!
( هنا .. نظر (اسلام) اليهم ثم ثبّت نظره على (على) و كأنه يعاتبه ثم .. )
اسلام : بلاش يا (علي) ..
على : انا مش ناقص يا (اسلام) الله يخليك .. اسكت دلوقت خالص ..
( نهض (اسلام) و امسك بذراع صديقه و قال له بهدوء .. )
- براحتك يا على .. بس في اي وقت لو احتاجتني هتلاقيني موجود ..
نظر اليه (على) نظره خاويه .. بلا معنى ..
نظره متعبه ..!
ثم ذهب مع صاحبيه ..
على : انا مخنوق اوى النهارده يا شهاب .. و عايز بجد اضيع ..!
شهاب : ماتقلقش .. هاضيّعك النهارده يعني هاضيّعك ..!
(ههه .. الكلمه الوحيده الصادقه لشهاب ..!! و يكمــل .. )
- بس انت قولّي .. عاوز تضيع ازاي .. ؟
على : بأى حاجه .. بكل حاجه ..!
شهاب : جميييييييل ..
على : كلّم ( ... ) و ( ... ) و جيبهم معانا النهارده .. بلاش ( ... ) مملّه ..!
شهاب : اووووووكيه .. متقلقش .. مش عايزك تقلق خااالص ..
و ذهبوا جميعا ..
ذهبوا و هم لا يعلمون ان الموت يمشي وراءهم ..!
(على) يجلس في هذا المستنقع و بجواره صاحبيه ..
و بجوارهما المهلكات ..
الكل فى تيــه .. الكل فى ظلام ..
الضحكات تتعالى ..
و المشروبات تتوالى ..
اما (على) ..
فقد تأبّط ذراع احداهن ..
و الى الغرفه بها يسيــر ..
يسير ..
يسير ..
يسير ..
..!
.................................................. ...............................................
و بهذا يسير الى ربّه ..
بهذا يسير الى مولاه ..
تقدّم يا (على) ..
اقدم على ربّــك ..
اقدم بين يدي ربّــك ..
اقدم بخوفك وحزنك ..
اقدم بهمومك و غمومك ..
اقدم بذنوبك ..
اقدم بذلّـــك ..
بأى قدم ستقف الآن بين يديه ..
بأى فم ستتكلم الآن مع ربّك ..
بأى عين ستنظر الى صحيفتك ..
هو الآن واقف بين يدي الملك ..
يقرأ صحيفته ..
يموت حزنا ..
يموت ألما ..
و لكنّه يموت بلا مــوت ..!
كم فى كتابك من زلل ..
و كم فى عملك من خلل ..
قلبه يخفق بشدّه ..
ترتعش قدميه ..
تهتز يديه ..
ترتعد فرائصه ..
تنهار اعصابه ..
انّه امام المــلك ..
و يقرأ ذنوبه ..
موقف لم يكن ليتخيّله ..
و اقسم بربّي ..
لو تخيله حقا ..
لو عرف قدره حقا ..
( لبكيتم كثيرا .. و لضحكتم قليلا .. و لحثوتم على رؤوسكم التراب ..! )
لو فقط استطيع ان اصف بكاءه الآن ..
لو فقط استطيع ان اريكم عينيه الآن ..
يقرأ ذنوبه ..
يتذكّر ذنوبه ..
الصغيره و الكبيره ..
اللمم و الاثــم ..
لا يهـــم ..!!
كلها ذنوب في حق ذي الجلال و الاكرام ..
لقد علم ذلك الآن ..!
يقرأ ذنوبه بلسان كليل ..
و قلب كسير ..
هل تذكر ذنب كذا يوم كذا ..؟
نعــم ..
هل تذكر ذنب كذا يوم كذا ..؟
نعــــم ..
هل تذكر ذنب كذا يوم كذا ..؟
نعم .. نعم .. نعم ..
يبكي ..
ينظر الى الملائكه بجانبه ..
سيسحبونه الآن ..
سيعذّبونه الآن ..
شبابك ..
عمرك ..
عملك ..
مالك ..
فيم افنيتهم ..
فيم ضيّعتهم ..
يا الـــهي ..
كم انا حقير ..
كم انا ذليل ..
كم انا مغرور ..
يــــــااااااارب ..
هل لى ان ارجع و اعمل صالحا ..
لقد فات الميعاد ..
هل لى بمغفره لذنوبي ..
لقد فات الوقت ..
هل لى حتّى ان اصلّى الآن ..!
ان اركع الآن ..
لقد حقّت كلمتي .. و انتهى الأمـر ..
اما كفاك عمرك كلّه ..؟
اما انّى قد دعوتك فلم تستجب ..
قد امرتك فلم ترتعي ..
قد نهيتك فلم تنتهي ..
لمــاذا لم تجلّني ..؟
لمــاذا لم تستح منّى ..؟
لمــاذا لم تراقبني ..؟
فأنا كنت مراقبك ..
الم احسن اليك ..؟
الم انعم اليك ..؟
يا ملائكتي .. خذوه ..
خذوه و اذهبوا به ..
الى الجنّــــه ..
!!!!!!!!!!!!!!!!!
ماذا ..!
الى الجنّه ..!
الا تذكر يا (على) ..
ان نسيت فنحن لا ننسى ..
تذكّر يا (على) ..
تذكّر ..
.................................................. ...............................................
اليوم : يوم طويل هو الأربعاء .. اليس هو الأخير ..!
يدخل معها الغرفه ..
تضحك له ..
تتلوّى له ..
بيديه الكأس و امامه الغانيه ..
و لكنّه لا يزال حزين .. لا يزال مهموم ..
اين الخطأ اذن ..!
و هذه السخونه على وجهه ..
هل هذه دموع ..
هل يبكي ..؟!
و بدون مقدمات ..
رمى الكأس و خرج من الغرفه ..
خرج من المكان كله ..
خرج من النار ..!
يناديه اصدقاؤه ..
لم يلتفت الى الوراء ..
خرج ولا يعلم الى اين المذهب .. !
سار كثيرا ..
بكى أكثر ..
بكى بحرقه ..
بألم ..
بمراره ..
بصدق ..
ورفع وجهه الى السماء .. و نطق بهــا ..
يـــــــــــــا رب ..
يـــــــــــــا رب ..
يارب .. ليس لى سواك ..
.............................. الله أكبر .. الله أكبر ( الأذان ) ..............................
انتبه للمره الأولى للآذان ..
يالها من كلمات ..!
الله أكبــر ..
لم يعي هذه الكلمات من قبل ..
اتجه الى المسجد ..
و هو لايزال يبكي ..
مطأطيء الرأس ..
محطّم الفؤاد ..
نفض عن نفسه الذنوب ..
نفض عن نفسه الآلام ..
توضأ ..
احس ببروده الماء ..
و لكنّه برد جميل ..
برد سيطفيء اللهيب ..
برد سيضيء وجهه المكفهر ..
هو الآن مع المصلين ..
يسمع الآيات ..
تخترق صدره فتمزق قلبه ..
يارب .. يارب ..
ارحم ضعفي و هواني ..
اغفر خطأي و نسياني ..
يارب .. يارب ..
و اجهش في البكاء ..
بكاء لم يعتده من قبل ..
بكاء لم يتذوق حلاوته من قبل ..
سجد للرحمن ..
و احس بذنوبه تتساقط من كاهليه ..
الرااااااااااحه ..
اخيرا الراحه ..!
انتهت الصلاه ..
خرج من المسجد ..
خرج من بيت الله ..
خرج ليس كما دخل ..!
خرج نقيا ..
خرج حرا ..
خرج انسانا ..!
خرج وفي نيته الكثير ..
لن اعود للعذاب مره أخرى ..
خرج و في عينيه بريق يحمل الأمل و التصميم ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم : الخميس
ترررررررررررن ..
ترررررررررررن ..
تمتد يد (على) لتسكت صوت المنبه المزعج .. و راقدا على ظهره ينظر للسقف قليلا ليستوعب ما يحدث .. ينظر نظرات غريبه بعض الشيء ..
ثم يهب من سريره في نشاط مفاجيء ..
يخرج من الغرفه فيلمح والدته تعد الفطور ..
يتوجه اليها و قد علت ثغره ابتسامه واسعه ..
- صباح الخير يا ست الكــل ..
تنظر الأم اليه باستغراب ..
وازدادت دهشتها عندما وجدته يلثّم يدها بقبله ..
- خير يا (على) .. مالك ..!!
- يعني ايه مالك ..!
- قصدي .. مش عوايدك يعني .. قايم بتضحك وبتبوس ايدي كمان ..
يبتسم (على) ابتسامه خفيفه ثم يذهب الى الحمام تاركا امّه في دهشتها ..
ارتدى ملابسه سريعا استعدادا للنزول الى عمله ..
ترن ترن تر تن تن ..
- انا نازل يا امّى ..
- و الفطار يا (على) ..
- مش هاينفع يا امي انا اتأخرت على الشغل .. و اصحابي بيرنّوللي مستنيني تحت البيت ..
و بعدين انا صايم النهارده بأذن الله .. ادعيللي يا امي .. يالا السلام عليكم .. هاتي ايدك ابوسها ..!
اعتقد ان هذه النظره في عين الأم قادره ان تصف شعورها الآن ..!
- ربنا يكرمك يا (علي) يابني ..
نزل (على) الى اصدقائه على استعجال ..
و اذ به يعود الى امه مره أخرى ..! و ..
- خير يا (علي) .. نسيت حاجه ..؟
- لأ مفيش .. كنت عايز اطلب منّك طلب بس ..
- روحى كلها ليك يا (علي) ..
- عايزك تسامحيني يا امي .. على كل حاجه .. و كمان عشان زعقتلك امبارح ..
تنظر الأم اليه و قد لاح في عينيها بدايه دمعه .. فانحنى (على) قبّل يديها .. و طبع على رأسها قبله أخرى ..
و نزل مسرعا ليلحق اصدقاءه ..
نزل مسرعا ليموت ..!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هو الآن فى الجنّه ..
هو الآن في النعيم ..
لقد رحمه الله رحمه ما بعدها رحمه ..
هو يعرف ذلك ..
لذا نجده يلهم التسبيح و الشكر لله ..
- السلام عليكم ..
التفت (علي) وراءه ليرد السلام و ..
- و عليكم السلام ورحمه الله و بركاته .. (اسلام) ..!!
انت فى الجنّه يا (اسلام) ..
- الحمد لله .. و في الفردوس ايضا ..
- هنيئا لك يا أخي .. هنيئا لك ..
و لكنّك كنت مثلنا .. صالحا نعم .. لكنّك لم تكن تفعل الكثير .. فكيف بك الآن في الفردوس ايا خليلي ..
- لا .. قد كنت اعمل الكثير .. و لكني احببت ان اكون تقيا نقيا خفيا .. ايقنت برحمه ربّي .. فرحمني ربّي و اكرمن ..
- مرحى .. و اصدقاؤنا .. اين هم الآن .. اين (شهاب) ..؟
- في النار ..
- لا حول و لا قوه الا بالله ..
- لقد كان (شهاب) شيطانا .. لا يسير الا على هواه .. و لا يسمع سوى نداء نفسه .. تكبّر على الخير .. و تهاون في الشر .. بل انه لم يكتفي بشره و ذنوبه .. فدعى اليهم و كان رسولا لهم ..
- و اسامه ..؟
- هو ايضا في النار ..
اسامه كان مثالا للسلبيه و الضعف و الأستعمار .. لم يكن له عقل يفكّر به .. او كان له و لكنّه استغنى ..! كان ما يؤمر به يفعله بلا ةقفه او حتّى تعقل ..
كان مستضعفا .. و النوعان في النار .. المتكبّر و المستضعف ..
- حسنا .. و (جلال) .. فى اي درجه من الجنّه هو الآن ..؟
- بل انه معهم فى النار ..
- ماذا ..!!! (جلال) في النار ..!
- ليس النار فحسب .. انه في قعرها ..
لقد كان (جلال) يقول ما لا يفعل .. ينصح الناس و لا ينصح نفسه .. التى هى أحق ..
يستنكر الأثم و يفعله عندما يخلو بنفسه .. او بالأصح .. عندما يخلو بربه ..!!
لقد كان من المنافقين ..- الحمد لله الذى ابعد عنّا الحزن ..
ولولا نعمه ربي لكنّا من المحضرين ..
ان عذاب ربهم غير مأمون ..
(( يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافيه ))
اليك يا من تقرأ هذا السطر ..
أحبك في الله ..
و جزاك الله خيري الدنيا و الآخره ..
هذه الكلمات - اقسم بربي - لى قبلكم ..
فيالله ..
اعوذ بك ان اكون جلال ..
اعوذ بك ان اكون جلال ..
و ان كنت له اقرب ..!
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين ..
****************************